ڤينتو دي ليبرتا : تايلاند مع دليل خاص

عن الرحلة

يمتد المسار عبر أجمل جزر بحر أندامان – فانغ نغا (Phang Nga)، كو هونغ (Koh Hong)، في في (Phi Phi)، كرابي (Krabi)، وزوايا أخرى حيث تشكل البحيرات الفيروزية والمنحدرات الجيرية مناظر طبيعية كأنها من صفحات مجلة. الشواطئ البيضاء، وأشجار النخيل، وإيقاع البحر الهادئ تملأ الأيام بإحساس نقي بالتحرر. على متن الكاتاماران – كبائن فسيحة، وطاقم يهتم بالتفاصيل، وكل ما صُمم من أجل الحرية والراحة. يقود الرحلة قبطان متمرس، مع دليل شخصي يشرف على المسار والأجواء، وطاهٍ يُحضّر الوجبات من المكونات المحلية الطازجة. الأيام تتنقل بين السباحة، الغوص السطحي، التنزه في الجزر، والعشاء عند الغروب.

اليوم ١. خليج فانغ نغا (Phang Nga Bay)

تبدأ الرحلة في أحد أكثر الأماكن سحرًا في تايلاند – خليج فانغ نغا. متاهة بحرية حقيقية من التكوينات الجيرية التي ترتفع من الماء مكسوة بالخضرة ومحاطة بالأساطير.
نصعد إلى الكاتاماران وننطلق في الخليج. أول محطة – جزيرة جيمس بوند الشهيرة (James Bond Island)، حيث تم تصوير فيلم “The Man with the Golden Gun”. لكن بعيدًا عن شهرتها السينمائية، هي عجيبة بحد ذاتها: منحدرات شاهقة، مياه فيروزية، وشعور بأن الزمن يسير ببطء هنا.
اليوم يمضي برفق بين المنحدرات والبحيرات. كل خليج يبدو مرسومًا يدويًا – مياه زمردية، شواطئ خفية، وغابات تتدلى من الصخور العمودية. نلقي المرساة في خليج هادئ للسباحة، ونشعر أن الأسبوع بدأ كما يجب – بالجمال والحرية من كل جانب.
مع المساء، نرسو في مكان معزول. يُحضّر الطاهي أول عشاء – سمك طازج، خضروات، توابل، أرز – بسيط لكنه يحمل نكهة تايلاند الأصيلة. تلوّن الشمس المنحدرات بالذهب والبرتقالي، ويصبح واضحًا أن البحر أمامنا يحمل قصصًا تنتظر أن تُروى.

اليوم ٢. جزيرة كو هونغ (Koh Hong)

وجهتنا اليوم نحو كو هونغ – جزيرة توصف بأنها «الجنة المصغرة». تبدو وكأنها خُلقت للدهشة: رمال بيضاء، مياه صافية كالكريستال، ومنحدرات تُحيط بالخليج كمدرج طبيعي كامل.
نلقي المرساة بالقرب من الشاطئ وندخل البحيرة المخفية داخل الجزيرة. المدخل ضيق وسري تقريبًا – وما إن ندخل، حتى تنفتح خليج داخلي واسع تحيط به جدران جيرية شاهقة. الماء هادئ بلون زمردي يعكس السماء حتى يصعب التمييز بين البحر والهواء.
اليوم يدعو إلى المتع البسيطة – السباحة، الغوص السطحي، أو الاسترخاء على الرمال والاستماع إلى همس الأمواج. لا زحام، لا ضوضاء – فقط البحر وهدوء الطبيعة.
بعد الغداء على متن اليخت، وقت إضافي للاستمتاع بالسكينة. عند الغروب، تتحول المنحدرات إلى لون ذهبي، وتبدو كو هونغ كأن الزمن توقف فيها.

اليوم ٣. رايلاي (Railay)

اليوم نرسي قرب أحد أشهر الأماكن في تايلاند – شبه جزيرة رايلاي. منحدراتها العمودية ترتفع مباشرة من الشاطئ، تخفي بين طياتها كهوفًا وبحيرات ومسارات سرية.
رايلاي مكان تلتقي فيه الأسطورة بالطبيعة. نزور كهف برينانغ (Princess Pranang Cave)، المقدس لدى الصيادين التايلانديين. جدرانه مغطاة بالقرابين والمنحوتات التي تملأ المكان بخشوع صامت.
الشواطئ هنا ناعمة ومضيئة، والمياه نقية إلى حد لا يُصدق. اليوم مخصص للسباحة، أو التشمس، أو مراقبة تغيّر ألوان البحر من الفيروزي إلى الأزرق الياقوتي. ولمن يرغب – يمكن الصعود إلى نقطة المشاهدة حيث تمتد إطلالة تخطف الأنفاس على الخليج.
رايلاي عاصمة العالم لتسلق الصخور، وحتى مشاهدة المتسلقين على المنحدرات تجربة مذهلة.
مع الغروب، يتحول سطح اليخت إلى أفضل مقعد للمشهد – كأس في اليد والمنحدرات تتوهج برتقاليًا. وفي اليوم الثالث، تتسلل فكرة خفية: ربما فقدان الجواز لن يكون مأساة كبيرة بعد كل هذا.

اليوم ٤. كرابي (Krabi)

هناك أماكن وصلت إليها الحضارة – لكنها لم تنتصر عليها. حيث إشارة الواي فاي أضعف من الرياح، واللافتات الوحيدة هي المنحدرات التي عمرها ملايين السنين. هذه هي كرابي – الروح البرية الأخيرة لآسيا، حيث تبقى الطبيعة هي البطل الحقيقي.
ماذا تفعل؟ أي شيء تريده.
اذهب إلى حديقة هات نوبارات تارا الوطنية (Hat Noppharat Thara) – شواطئ بلا قوارب ولا بشر، فقط آثار أقدامك على الرمل. أو أبحر إلى كو لانتا (Koh Lanta) – غابات وجوز الهند وإحساس نادر بالوحدة.
لعشاق المغامرة – تسلق الصخور، أو مشاهدة العوالق المضيئة التي تلمع في الماء كنجوم، أو استكشاف الكهوف التي استخدمها القراصنة قديمًا.
ثم ببساطة عش اللحظة. توم يام (Tom Yum) كما يصنعه السكان – حار، عطري، وأصيل. أحاديث مع الصيادين والرهبان وأناس يحملون قصصًا لا شعارات.
كرابي ليست منتجعًا، بل تايلاند قبل الفوتوشوب – خامة، حية، وأبدية.

اليوم ٥. جزر في في (Phi Phi Islands)

تذكّر المشهد الذي ينزلق فيه قارب دي كابريو نحو شاطئ مثالي تحيط به المنحدرات؟ هذه هي في في. بعد فيلم «The Beach» أصبحت الجزيرة أسطورة وجنة في آنٍ واحد.
مفارقة في في – جمال يسعى الجميع إليه، لكنه يتلاشى كلما اقتربوا أكثر. ومع ذلك، من سطح اليخت تبقى رؤية خالدة: رمال بيضاء كالقمر، مياه بألوان زرقاء لا تُعد، ومنحدرات صاغها الزمن. لكن عند دخول الميناء – يتحول المكان إلى حديقة صاخبة من الحانات والموسيقى والصور الذاتية بلا نهاية.
لرؤية في في الحقيقية، استيقظ باكرًا – قبل أن تستيقظ الجزيرة. أو أبحر إلى في في ليه (Phi Phi Leh) – ما زالت نقية، حيث يمكنك أن تقف وحيدًا على الشاطئ. غص في الشعاب المضيئة، راقب أسماك الببغاء وهي تلمع تحت أشعة الشمس، وربما تمر سمكة قرش النمر ببطء – هادئة ومهيبة.
تسلق الغابة نحو نقاط المشاهدة – الأرخبيل يمتد تحتك كلوحة فنية. أو انجرف نحو بحيرة القراصنة (Pirate Lagoon) – ليس للكنز، بل للصمت.
في في ما زالت الجنة، لكنها هشة – تطلب الاحترام والهدوء وقليلًا من الحظ. وقاعدة واحدة تبقى ثابتة: لا تطعم القرود. ستأخذ كل شيء – حتى كرامتك.

اليوم ٦. جزيرة راشا (Racha Island)

على بُعد ثلاثين دقيقة فقط من صخب بوكيت (Phuket) – عالم آخر تمامًا. لا مطاعم سريعة، لا ازدحام، لا حفلات. فقط رمال بيضاء تحت قدميك ومياه صافية لا تُصدق. مرحبًا بك في راشا – جزيرة الإيقاع البطيء حيث الموج هو الموسيقى الوحيدة.
لماذا تزور راشا؟
الشواطئ – باتوك (Patok) برمالها الناعمة ومياهها الزجاجية، وخليج سيام (Siam Bay) الهادئ حيث حتى النخيل يبدو متأملًا.
تحت الماء – أسماك المهرج، اللخمة، والسلاحف البحرية. الغوص لجميع المستويات، من المبتدئين إلى الباحثين عن الحطام. الغوص السطحي قرب المنحدرات يمنح رؤية حتى ٢٠ مترًا، والأسماك تتحرك حولك كأنها سوق بحري صغير.
على اليابسة – مسارات بين الغابة تؤدي إلى نقاط مشاهدة حيث الهواء بطعم الملح والحرية. في المساء، انضم إلى الصيادين في رحلة صيد – اصطد تونة وربما نظرة إلى نفسك أكثر رضا وسلامًا.
راشا ترحب بالغواصين والحالمين ومحبي الصمت – ذلك الصمت الذي يشبه السلام.
ليست منتجعًا، بل تايلاند كما كانت – نقية، هامسة، حقيقية. شاهدها الآن قبل أن تختفي.

اليوم ٧. بوكيت (Phuket)

بعد هدوء الجزر، تستقبلنا بوكيت بتناقضاتها – نابضة بالحياة، صاخبة، ومليئة بالألوان. في نزهة واحدة يمكنك الانتقال من أسواق الفاكهة إلى البوتيكات الراقية، ومن معابد بوذا المذهبة إلى الحانات المضيئة بالنيون.
نرسو ونستكشف الجزيرة. من تل خاو رانغ (Khao Rang Hill) تمتد الإطلالة عبر بوكيت وبحر أندامان. معبد وات تشالونغ (Wat Chalong) ينبض بالسكينة البوذية، بينما بوذا الكبير يطل بهدوء على الأرض والبحر.
اقضِ اليوم كما تريد – على شاطئ نابض بالحياة مثل باتونغ (Patong)، أو في خليج هادئ حيث الأمواج تتدحرج ببطء نحو الشاطئ. لعشاق الأسواق – توابل، حرير، فواكه استوائية، وألوان بلا نهاية. لعشاق الطعام – أكشاك الشوارع تقدم توم يام (Tom Yum)، وباد تاي (Pad Thai)، وأرز المانجو بالحليب الدافئ.
في المساء، نعود إلى اليخت. يُحضّر الطاهي العشاء بينما أضواء المدينة تنعكس على الماء، محولة البحر إلى لوحة فسيفسائية حيّة. الليلة الأخيرة من الرحلة، وفكرة واحدة تملأ الهواء: ليت هذا الأسبوع لا ينتهي أبدًا.