فينتو دي ليبرتا: سيشيل مع دليل خاص

عن الرحلة

ڤينتو دي ليبرتا (Vento Di Liberta) ليست جولة سياحية فحسب، بل أسلوب حياة. فرصة للتباطؤ، وتذوّق جوهر الوجود، والتنفس بحرية كاملة. يأخذ هذا الكروز ضيوفه عبر أجمل جزر الأرخبيل: جزيرة ماهي (Mahé)، براسلين (Praslin)، لا ديغ (La Digue)، وملاجئ خفية لا يمكن الوصول إليها إلا عن طريق البحر. على متن اليخت، كل شيء ينبض بالراحة الحديثة: كبائن واسعة، مطبخ راقٍ، وطاقم محترف يضم دليلاً خاصًا، طاهياً شخصيًا، وقبطانًا يعرف هذه المياه معرفة عميقة. تبدأ الصباحات بصوت الأمواج، وتمتد الأيام عبر بحيرات فيروزية وشواطئ رملية ناعمة. الغوص مع السلاحف، العشاء الكريولي، وغروب الشمس الذي يخطف الأنفاس – كل لحظة هدية من البحر.

مسار الرحلة

اليوم ١. جزيرة ماهي (Mahé)
تبدأ الرحلة من جزيرة ماهي، قلب سيشيل. جزيرة خضراء حيث تلتقي القمم الجرانيتية بالغابات الاستوائية والشواطئ الأسطورية.
في المرسى، ينتظر الكاتاماران بأناقته وسعته، جاهزًا للإبحار. هذا اليوم مخصص للاستقرار على متن اليخت: الصعود، الاستكشاف، الترتيب، وترك اليابسة وراءك. يبدأ إيقاع الحياة في التحول – خفيف، هادئ، حر.
في المساء، أول عشاء على السطح. يقدم الطاهي أطباق الجزيرة المحلية، وترتفع الكؤوس نحو الأفق الجديد. الغرباء يصبحون طاقمًا واحدًا.
لاحقًا، صمتٌ لطيف. اليخت يتمايل بهدوء، والموج يهمس على الهيكل، والمحيط يهدّئك إلى نومك الأول. الرحلة تبدأ في انسجام وجمال وسكون.

اليوم ٢. جزيرة براسلين (Praslin)
رائحة القهوة تملأ الصباح. بعد الإفطار، يبحر اليخت نحو جزيرة براسلين، جزيرة التلال الناعمة والشواطئ الأسطورية.
في شاطئ أنس لازيو (Anse Lazio) – المصنف بين أجمل شواطئ العالم – يوم من ألوان الفيروز. السباحة، الغوص السطحي، والانجراف بين حدائق المرجان المليئة بالحياة.
عشاء عند الغروب: سمك طازج، بهارات الجزيرة، وإيقاع استوائي بطيء. تحت نجوم المحيط الهندي، يبدو الوقت متوقفًا.

اليوم ٣. جزيرة كريوز (Curieuse)
إبحار هادئ نحو كريوز – جزيرة محمية برية. رمال بيضاء، غابات المانغروف، وشعور بأن الطبيعة هي من تضع القوانين هنا.
السكان المشهورون في الجزيرة – سلاحف ألدابرا العملاقة – تتحرك بصبر القرون. عالمها هادئ وخالد لا يُنسى.
الممر يلتف بين غابات المانغروف وجذورٍ تلتف كمنحوتات، والهواء مالح دافئ. تحت الماء، الحياة تتفتح: قصور مرجانية، أسماك ملونة، ووميض سمكة المهرج.
الغوص في البحيرات الصافية، التجديف بمحاذاة الساحل، أو ركوب الدراجات في ممرات الجزيرة.
في المساء، عشاء على السطح، والمحيط يتنفس بالقرب. إحساس هادئ بأن هذه ليست مجرد رحلة، بل تجربة ستبقى في القلب.

اليوم ٤. وادي ماي (Vallée de Mai)
اليوم مخصص لوادي ماي، أحد مواقع التراث العالمي لليونسكو، وغالبًا ما يُطلق عليه «جنة عدن». نخيل شاهق، صمت قديم، ونخلة كوكو دي مير (Coco de Mer) الأسطورية.
المشي في الممرات المظللة يشبه العودة إلى زمن بدائي. الغابة تهمس، والهواء يلمع، وفي الأعلى يصيح ببغاء أسود نادر.
في هذا المكان، وسط الطبيعة الأولى، يتلاشى العالم الحديث. بعيدًا، يناير بارد ورمادي – أما هنا فالصيف أبدي. كل نفس حياة.

اليوم ٥. جزيرة لا ديغ (La Digue)
ما زالت هناك أماكن بعيدة عن الضوضاء والعجلة. لا ديغ واحدة منها.
لا سيارات. لا استعجال. فقط دراجات، نسيم، وفرح بسيط.
صباح يبدأ بجولة بالدراجة بين مزارع الفانيليا، هواء مشبع بالحلاوة كذكرى من الطفولة.
لاحقًا، قرية كريولية: بيوت ملونة، ضحكات، رائحة السمك المشوي، وأناس يعرفون سرًا يبدو أننا نسيناه – كيف نعيش ببساطة.
ثم صيد الأسماك – تلك اللحظة التي تصرخ فيها فرحًا عندما تصطاد تونة أو دورادو.
وأخيرًا، الشاطئ الأشهر: أنس سورس دارجان (Anse Source d’Argent). صخور جرانيتية، مياه شفافة، ورمال كأنها سكر ناعم.
عند الغروب، تصمت الكلمات. السماء تشتعل، البحر يتوهج، والصوت الوحيد هو تنفس المحيط بجوارك.

اليوم ٦. جزيرة فيليسيتي (Félicité)
هذا اليوم للبحر وحده. فيليسيتي – حتى اسمها وعد بالسعادة.
نفس عميق تحت الماء – لتدخل عالماً آخر.
شعاب كأنها مدن قديمة، أسماك الببغاء بألوان كالرسم الجداري، سمك المهرج يسبح بين شقائق النعمان، وسلحفاة بحرية تمر بهدوء ووقار.
فوق الماء، العالم مستمر، لكن هنا، لا شيء موجود سواك والبحر.
مع الغروب، يصل اليخت إلى جزر الأختين (Sister Islands) – جوهرتان صغيرتان تلمعان في ضوء ذهبي. السماء تتحول من وردي إلى بنفسجي وأنت على السطح، مشروبك في يدك، تعلم أن الجنة حقيقية – وقد رأيتها.

اليوم ٧. جزيرة سانت آن (Sainte Anne Island)
صباح في منتزه سانت آن البحري (Sainte Anne Marine Park). غوص أخير، رقصة أخيرة مع البحر.
الشعاب ترتفع ككاتدرائيات قديمة، والأسماك تلمع كقطع ضوء. ربما تمر سلحفاة أخرى بهدوء.
الغد يجلب المطارات والمدن، لكن هذا اليوم ما زال ملكًا للمحيط.
عندما تلوح ماهي في الأفق، تشعر أن شيئًا ما تغيّر – ليس الجزيرة، بل أنت.
الرحلة انتهت، لكن شيئًا في داخلك بدأ للتو.

اليوم ٨. جزيرة ماهي (Mahé)
أسبوع مرّ كرمشة عين. الضحكات أعلى، الألوان أزهى، والوجوه مألوفة الآن.
وداعات الصباح بسيطة: النقل مرتب، سيارات الأجرة تنتظر، والعناق دافئ.
لكن التذكارات الحقيقية ليست أشياء. هي لحظات – الشعاب المرجانية، الغروب، النجوم.
وطريقة جديدة للوجود – حرّة، يقظة، حية.